ترحب اللجنة الدولية للأممية الرابعة بفخر وحماس بتأسيس حزب المساواة الاشتراكية، الأممية الرابعة، كفرع تركي للحزب العالمي للثورة الاشتراكية.
يُعد تأسيس فرع اللجنة الدولية للأممية الرابعة في تركيا حدثاً تاريخياً بالغ الأهمية. فعلى الرغم من أن الدعوة إلى تأسيس الأممية الرابعة وانطلقت من جزيرة (برينكيبو) عام 1933، إلا أن تأسيس حزب المساواة الاشتراكية يُمثل أول حزب في تركيا يُشكل على أساس البرنامج الأممي ومبادئ التروتسكية.
إن تأسيس الفرع التركي هو ثمرة عملية مكثفة ومنهجية من التوضيح النظري والتاريخي والسياسي. وقد أرسى الرفيق الراحل خليل جليك أسس تشكيل حزب تروتسكي في تركيا، إذ بدأ نقاشات سياسية مع اللجنة الدولية. نتج تواصل خليل مع اللجنة الدولية للأممية الرابعة والتزامه ببناء فرعها التركي عن استنتاجه، المستمد من سنوات من تجربته المريرة مع مختلف أشكال الانتهازية البابلوية، أن النضال السياسي الدؤوب ضد هذه الاتجاهات أمرٌ ضروري.
في عام 2014، أيدت اللجنة الدولية للأممية الرابعة رسمياً جهود الرفيق خليل، الذي بدأ بتثقيف مجموعة من الاشتراكيين الشباب حول تاريخ الأممية الرابعة، لإنشاء فرع لها في تركيا. وفي عام 2018، شُكلت مجموعة المساواة الاشتراكية (Sosyalist Eşitlik Grubu).
تولى خليل ترجمة أهم منشورات اللجنة الدولية إلى اللغة التركية. وكتب:
في بلدٍ هيمنت فيه الستالينية والماوية والنزعات القومية البرجوازية الصغيرة على الطبقة العاملة والحركة الاشتراكية بشكل عام لعقود، تكتسب هذه الكتب أهميةً بالغة في تنمية الوعي الاشتراكي بين العمال والشباب. ونعتقد أن منشورات الأدب الماركسي المعاصر التي أنتجتها الحركة التروتسكية العالمية باللغة التركية ستساهم في إرساء الأساس النظري والسياسي لبناء الفرع التركي للجنة الدولية للأممية الرابعة (ICFI).
على الرغم من وفاته المبكرة في 31 ديسمبر 2018، كان خليل قد جند ودرّب كوادر من مجموعة العمل الاشتراكية، العازمة على مواصلة النضال من أجل التروتسكية.
في حزيران /يونيو 2022، قدّمت مجموعة المساواة الاشتراكية طلب للانضمام إلى اللجنة الدولية للأممية الرابعة. وجاء في القرار المحفّز للطلب:
لا يُمكن بناء حزب ثوري في أي بلد إلا على أساس منظور وبرنامج وحزب دولي. إن الحل الوحيد للمشاكل الرئيسية في تركيا، التي تمر بوضع حرج على الصعيد الجيوسياسي العالمي والصراع الطبقي، هو الثورة الاشتراكية الدولية. وسيكون تأسيس مجموعة المساواة الاشتراكية (تركيا) تعبيراً عن التوسع العالمي للجنة الدولية للأممية الرابعة، التيار السياسي الوحيد الذي يتولى مهمة حل المشاكل التاريخية الكبرى.
قبلت اللجنة الدولية طلب SEG. فطرح هذا أمام الرفاق الأتراك تحدياً تمثل في وضع الأسس والمبادئ التاريخية للفرع الجديد. ونظراً لعدم وجود حزب تروتسكي في تركيا من قبل، فقد تطلب هذا الأمر عملاً سياسياً دقيقاً للغاية. ما تتطلب الأمر استيعاً شاملاً لتاريخ الأممية الرابعة فحسب، بل تطلب أيضاً تحليلاً وشرحاً للقضايا السياسية والاستراتيجية المعقدة التي تواجه الحركة التروتسكية في تركيا.
وبينما واصلت SEG هذا العمل النظري، وساهمت بشكل كبير في العمل التحريري لموقع الاشتراكية العالمية، ومواصلة برنامجها الطموح لنشر الأعمال النقدية للجنة الدولية، اتخذت مبادرات سياسية مهمة لتوسيع الحضور السياسي للجنة الدولية للأممية الرابعة. وكان من الأهمية بمكان تنظيم SEG، بدءاً من عام 2023، لاجتماعات سنوية في جزيرة برنبيكو لإحياء ذكرى حياة وعمل ليون تروتسكي.
في نيسان /أبريل 2025، صوّتت اللجنة الدولية على تحويل مجموعة المساواة الاشتراكية (SEG) إلى حزب المساواة الاشتراكية (Sosyalist Eşitlik Partisi) والاعتراف به كفرع من الحزب العالمي للثورة الاشتراكية. أُجري هذا التصويت بعد مراجعة دقيقة لوثيقة المنظمة، 'الأسس التاريخية والدولية لحزب المساواة الاشتراكية (تركيا).'
عقدت مجموعة المساواة الاشتراكية (SEG) - حزب المساواة الاشتراكية (Dördüncü Enternasyonal) مؤتمره التأسيسي في إسطنبول في الفترة من 13 إلى 15 حزيران /يونيو 2025. بالإضافة إلى الوثيقة التاريخية، اعتمد حزب المساواة الاشتراكية (SEP) أيضاً بيان مبادئ ودستوراً. ووفقاً للقانون التركي، كان على حزب المساواة الاشتراكية (SEG) التقدم بطلب في أنقرة للحصول على اعتراف رسمي من الدولة كحزب. وقد تم استلام الشهادة الرسمية في آب/أغسطس.
في بيان مصور نُشر على موقع الاشتراكية العالمية، أعلن فيه عن تأسيس حزب المساواة الاشتراكية، صرّح رئيسه الوطني، أولاش سيفينتش، بما يلي:
حزب المساواة الاشتراكية ليس كغيره من الأحزاب السياسية. نحن جزء من حزب الثورة الاشتراكية العالمية. نرفض جميع أشكال القومية، ونناضل من أجل الوحدة العالمية للعمال، الذين تجمعهم مصالح مشتركة وأعداء مشتركون في جميع أنحاء العالم. نرفض سياسات الهوية البرجوازية الصغيرة، مدركين أن الانقسام الأساسي في المجتمع قائم على أساس طبقي.
جميع المشاكل الأساسية التي تواجه البشرية هي مشاكل عالمية نابعة من النظام الرأسمالي. ولأن أحد أسباب هذه المشاكل هو الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والآخر هو تقسيم العالم إلى دول قومية بالية اقتصادياً، فإن الحلول يجب أن تكون دولية. الطبقة العاملة، كطبقة دولية، هي القوة الاجتماعية الوحيدة القادرة على تطبيق هذه الحلول. فبدلاً من السعي إلى عالم رأسمالي 'متعدد الأقطاب'، فإن البديل لنظام الدولة القومية الذي يؤدي إلى حرب إمبريالية وإبادة جماعية هو اتحاد دول عمالية عالمية يلغي الحدود.
إن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة هي أبرز تجليات همجية النظام الرأسمالي وانهيار جميع الأطراف المدافعة عنه. وكما هو الحال مع قضايا حرجة أخرى، بات جلياً أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية في ظل نظام الدولة القومية الرأسمالية القائم. وينطبق الأمر نفسه على القضية الكردية، وهي قضية دولية. الحل الوحيد والتقدمي لهذه القضايا هو اتحاد اشتراكي للشرق الأوسط، يُنشأ من خلال التعبئة الثورية للعمال من جميع الجنسيات.
يرفض حزب المساواة الاشتراكية رفضاً قاطعاً سياسة 'أهون الشرين' ويناضل من أجل الاستقلال السياسي للطبقة العاملة. وهذا يعني رفض سياسات 'الجبهة الشعبية' التعاونية الطبقية، التي تُخضع الطبقة العاملة للأحزاب والمصالح البرجوازية.
بغض النظر عن اختلافاتها، تتفق جميع الأحزاب الرأسمالية تماماً على قضيتين أساسيتين: الولاء للإمبريالية والعداء لمصالح الطبقة العاملة. ولهذا السبب، بطبيعتها، لا تستطيع حل أي قضايا سياسية جوهرية، بما في ذلك القضية الكردية. فهي لا تستطيع إقامة نظام ديمقراطي، أو ضمان المساواة الاجتماعية، أو اتباع سياسة خارجية معادية للإمبريالية. وكما أوضح ليون تروتسكي في نظريته عن الثورة الدائمة، فإن هذه المهام تقع على عاتق الطبقة العاملة في النضال من أجل الاشتراكية. أي أن النضال من أجل الديمقراطية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنضال من أجل الاشتراكية.
يرفض حزب العمل الاشتراكي أحزاب المؤسسة الرأسمالية والأحزاب شبه اليسارية التي تدعي أنه لا يوجد بديل عن التعاون معهم. ندعو العمال والشباب إلى بناء حزب المساواة الاشتراكية كحزب ثوري خاص بهم.
إن حزب المساواة الاشتراكية هو 'حزب التاريخ'. يقف حزبنا في تقاليد الماركسية الكلاسيكية لماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي، بالإضافة إلى تقاليد ثورة أكتوبر عام 1917. فمنذ تأسيسها عام 1923، دافعت الحركة التروتسكية عن هذا التقليد وطورته ضد الستالينية، التي خانت 'اشتراكيتها الوطنية' الثورة لصالح 'التعايش السلمي' لبيروقراطية الكرملين مع الإمبريالية التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي؛ و ضد الاشتراكية الديمقراطية ، التي فشل برنامجها الرجعي لإصلاح الرأسمالية؛ وضد القومية البرجوازية الصغيرة التي تؤدي حتماً إلى الاستسلام للإمبريالية والهزيمة.
يتلخص هدف حزب المساواة الاشتراكية واللجنة الدولية للأممية الرابعة، التي يتضامن معها سياسياً، في مقولة تروتسكي، مؤسس الأممية الرابعة: '... التحرير المادي والروحي الكامل للكادحين والمستغلين من خلال الثورة الاشتراكية'.
انضموا إلينا في هذا النضال الذي يحدد مصير البشرية جمعاء. زوروا موقعنا sosyalistesitlikpartisi.org، واطلعوا على وثائقنا، وانضموا إلى الحزب!
يُوسّع تأسيس حزب المساواة الاشتراكية في تركيا نطاق عمل الحركة التروتسكية ليشمل بلداً يقف عند منعطف استراتيجي حاسم، ليس فقط في الجغرافيا السياسية العالمية، بل و في الصراع الطبقي الدولي. إن البروليتاريا التركية متعددة الجنسيات، ذات النفوذ الهائل، مُقدّر لها أن تلعب دوراً هائلاً في النضال العالمي ضد الرأسمالية والإمبريالية.
ناهيك عن إن رفع رفاقنا في تركيا لواء الثورة الدائمة سيُلهم جيلاً جديداً من العمال وأكثر العناصر مبدئية بين الشباب والمثقفين في الدول 'الناشئة' في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا. أثبت الإفلاس السياسي للبرجوازية الوطنية، أي تبعيتها للإمبريالية وعجزها عن تلبية التطلعات الديمقراطية أو المصالح الاجتماعية للجماهير، يوماً بعد يوم إصرار الأممية الرابعة على أن مستقبل البشرية يعتمد على الثورة الاشتراكية وانتقال السلطة إلى الطبقة العاملة.
عاش حزب المساواة الاشتراكية!
عاشت اللجنة الدولية للأممية الرابعة!
إلى الأمام نحو الثورة الاشتراكية العالمية!